الضرة الحلقة 7

الضرة الحلقة 7
## الضرة الحلقة 7: بين مطرقة الماضي وسندان الحاضر - قراءة في تداعيات الألم

الحلقة السابعة من مسلسل "الضرة" تتركنا معلقين على حافة الهاوية، نتنفس بصعوبة غبار التراكمات العاطفية التي عصفت بالشخصيات الرئيسية. لم تكن مجرد حلقة أخرى، بل كانت بمثابة زلزال مدمر أعاد ترتيب الأولويات وكشف عن هشاشة العلاقات التي ظننا أنها صلبة كالجبال.

الماضي، بظلاله الكثيفة، لم يترك مجالًا للحاضر كي يتنفس. الذكريات، سواء كانت جميلة أو مؤلمة، تحولت إلى أثقال تجر الشخصيات إلى الأسفل، تمنعها من التقدم نحو مستقبل مشرق. خاصة "سلمى"، التي تجد نفسها محاصرة بين حب دفين لرجل لم يعد موجودًا وبين واقع جديد يفرض عليها شروطًا قاسية. نظراتها، التي تجمع بين الألم والحيرة، تلخص صراعًا داخليًا مريرًا بين التشبث بالماضي وبين محاولة التكيف مع الحاضر.

"فارس"، بدوره، لم يسلم من لعنة الماضي. محاولاته المستميتة لإثبات ذاته، والتخلص من الصورة النمطية التي رسمها له المحيطون به، تصطدم بقوة بجدار ذكريات والديه. يجد نفسه مجبرًا على الاختيار بين الاستمرار في لعب الدور الذي رسمه له الآخرون وبين التمرد عليه والبحث عن هويته الحقيقية.

أما "نورة"، فتمثل القنبلة الموقوتة التي تهدد بتفجير كل شيء. غضبها المكبوت، وشعورها بالظلم والإهمال، يتحولان إلى سم قاتل يتسرب ببطء إلى علاقاتها مع الآخرين. لم تعد تلك الفتاة الهادئة المستسلمة، بل تحولت إلى وحش كاسر يسعى للانتقام من كل من تسبب في آلامها.

المشهد الأخير من الحلقة، والذي يجمع بين الشخصيات الثلاث في مواجهة حاسمة، يتركنا نتساءل: هل ستتمكن "سلمى" من التخلص من أشباح الماضي؟ هل سيجد "فارس" طريقه نحو تحقيق ذاته؟ وهل ستنجح "نورة" في السيطرة على غضبها المدمر؟

"الضرة" لا يقدم لنا حلولًا جاهزة، بل يطرح أسئلة وجودية عميقة حول الحب والخيانة والوفاء والانتقام. هو مرآة تعكس واقعًا مجتمعيًا معقدًا، مليئًا بالصراعات والتناقضات. المسلسل يذكرنا بأن الماضي يمكن أن يكون قيدًا يمنعنا من التحليق، وأن الحاضر هو اللحظة الوحيدة التي نملكها، وأن المستقبل يعتمد على الخيارات التي نتخذها في هذه اللحظة.

بانتظار الحلقة القادمة، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الشخصيات من التغلب على أهوائها وكسر قيود الماضي، أم ستستسلم لليأس وتغرق في بحر الألم؟ الإجابة، بكل تأكيد، تحمل بين طياتها الكثير من المفاجآت والصدمات.
الضرة الحلقة 7