## أمي الحلقة 7: بين حرقة الفقد ولمسة الأمل الخافتة
تركتنا الحلقة السابعة من مسلسل "أمي" في حالة من الصدمة والترقب الممزوجين بوجع لاذع. لم يكن الأمر مجرد استمرار للحبكة الدرامية، بل كان غوصًا عميقًا في بحر المشاعر الإنسانية المتلاطمة. هذه الحلقة، بالتحديد، كانت بمثابة اختبار قاسٍ لشخصيات المسلسل، كشفت عن معادنهم الحقيقية، وأظهرت هشاشتهم الإنسانية في مواجهة الفقد والألم.
التركيز كان بشكل خاص على "زينب" الأم البديلة التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة حماية "ملاك" الصغيرة. في هذه الحلقة، تشتد وطأة الضغوط عليها من كل جانب. مطاردة "جهاد" المستمرة لها ولـ "ملاك" باتت أكثر جنونًا، وتصرفاته أكثر عنفًا. نرى "زينب" تكافح يائسة للحفاظ على تماسكها، ليس فقط من أجل "ملاك"، بل من أجل نفسها أيضًا. شعورها بالذنب تجاه الماضي يلاحقها، وخوفها من المستقبل يكبّل حركتها.
المشاهد التي جمعت "زينب" و "ملاك" كانت مؤثرة بشكل خاص. الطفلة الصغيرة، رغم صغر سنها، تستشعر الخطر المحيط بهما. نظراتها الذكية، وكلماتها البسيطة، تحمل في طياتها حكمة تفوق عمرها. العلاقة بينهما تتجاوز مجرد الأمومة والطفولة، لتصبح رابطًا مقدسًا مبنيًا على الحب والتضحية المتبادلة.
أما "جهاد"، فقد تحول في هذه الحلقة إلى وحش كاسر لا يرى أمامه سوى تحقيق رغباته المريضة. تصرفاته باتت لا تُطاق، وعنفه يزداد حدة. يظهر لنا المسلسل هنا، الوجه القبيح للعنف الأسري وآثاره المدمرة على الأطفال.
ولكن وسط هذه العتمة الحالكة، تومض بصيص أمل خافت. يظهر في شخصية "جميل"، المحامي الذي يبدو أنه سيقف إلى جانب "زينب" و "ملاك" في هذه المحنة. هل سيكون هو المنقذ الذي سينتشلهما من هذا الجحيم؟ أم أنه مجرد وجه آخر من وجوه المجتمع المتواطئ على الصمت؟ هذا ما ستكشفه لنا الحلقات القادمة.
الحلقة السابعة من "أمي" ليست مجرد حلقة عابرة في مسلسل. إنها درس قاسٍ في الإنسانية، يذكرنا بأهمية الحب، والتضحية، والوقوف إلى جانب المظلوم. إنها دعوة لكسر حاجز الصمت، ومواجهة العنف بكل أشكاله. ننتظر بشغف الحلقات القادمة، لنرى كيف ستتطور الأحداث، وهل ستنتصر "زينب" و "ملاك" في معركتهما من أجل البقاء؟ هل سيجدان أخيرًا السلام الذي يستحقانه؟