🏠 الرئيسية

فيلم اساليني عن اسمك

فيلم اساليني عن اسمك
## "Call Me By Your Name": حيث يذوب الاسم في حرارة الشوق وجمال اللحظة فيلم "Call Me By Your Name" (ناديني باسمك)، ليس مجرد فيلم، بل هو تجربة حسية كاملة. هو رحلة غوص في أعماق الروح، واستكشاف لعواطف جارفة، ومرآة تعكس هشاشة اللحظة وخلود الذكريات. الفيلم، الذي أخرجه لوكا جوادانيينو ببراعة، وكتبه جيمس إيفوري بحساسية فائقة، يأخذنا إلى صيف إيطالي دافئ، حيث تتفتح براعم الحب بين إليو، الشاب اليهودي الأمريكي الساحر، وأوليفر، طالب الدكتوراه الوسيم الذي يقضي الصيف في منزل عائلة إليو. ما يميز هذا الفيلم ليس القصة فحسب، بل الطريقة التي تُروى بها. فالإيقاع بطيء ومتأن، يسمح لنا بالانغماس في التفاصيل الصغيرة، في نظرات العيون المتبادلة، في لمسة الأيدي الخجولة، في الصمت المفعم بالمعاني. جوادانيينو يستخدم المناظر الطبيعية الخلابة في شمال إيطاليا كخلفية مثالية لقصة الحب هذه، فالشمس الدافئة والأشجار الوارفة والأزقة الضيقة تخلق جواً من الرومانسية والانفتاح. تيموثي شالاميه، في دور إليو، يقدم أداءً استثنائياً يجسد تماماً الارتباك والقلق والبهجة التي تصاحب اكتشاف الحب الأول. هو شاب يكبر أمام أعيننا، يتخلى عن براءته تدريجياً، ويستسلم لقوة مشاعره. أما أرمي هامر، في دور أوليفر، فهو يمثل الثقة بالنفس والجاذبية الهادئة، لكنه أيضاً يخفي وراءه بعض التردد والخوف. العلاقة بين إليو وأوليفر تتجاوز مجرد الرومانسية. هي رحلة استكشاف للذات، واختبار للحدود، ومحاولة لفهم معنى الحب الحقيقي. الفيلم لا يخجل من تصوير الجانب الجسدي للعلاقة، ولكنه يفعل ذلك بحساسية ورقة، مع التركيز على المشاعر التي تربط الشخصين أكثر من مجرد الرغبة. **ما يجعل "Call Me By Your Name" فيلماً استثنائياً هو قدرته على البقاء معك حتى بعد انتهاء العرض.** الحوارات العميقة، والموسيقى التصويرية المؤثرة، والصور الجميلة تترك بصمة لا تُمحى في الذاكرة. الفيلم يثير أسئلة حول الهوية، والقبول، وقيمة اللحظة العابرة. مشهد النهاية، حيث يجلس إليو أمام المدفأة وعيناه تفيضان بالدموع بينما يتلقى مكالمة هاتفية من أوليفر، هو من أكثر المشاهد المؤثرة في تاريخ السينما الحديث. هو تجسيد كامل للحسرة والفقدان، ولكنه أيضاً تذكير بجمال الحب الخالد، الحب الذي يبقى محفوراً في القلب حتى بعد انتهاء العلاقة. **"Call Me By Your Name" ليس مجرد قصة حب، بل هو قصيدة شعرية عن الشباب، والجمال، والضعف البشري. هو فيلم يدعونا إلى أن نعيش كل لحظة بكل حواسنا، وأن نتقبل مشاعرنا بكل ما فيها من تعقيد، وأن نعتز بالذكريات التي تشكل هويتنا.** الفيلم يدعونا حقاً لأن ننادي بعضنا بأسماء بعض، في رمزية تتخطى التعريف اللغوي، لتصل إلى مستوى التوحد الروحي الكامل، حيث يصبح كل منا جزءاً من الآخر، محفوراً في الذاكرة للأبد. وهذا ما يجعله فيلماً يستحق المشاهدة مراراً وتكراراً، في كل مرة نكتشف فيه معنى جديداً، وجمالاً مخفياً.
فيلم اساليني عن اسمك