## قبلة أولى: كوميديا الحب الضائعة بين الذاكرة والقلب
في عالم السينما العربية، قلما نجد أفلامًا تجمع بين خفة الظل، والعمق الإنساني، ولمسة السحر كما فعل فيلم "القبلة الأولى". ليس مجرد فيلم رومانسي كوميدي تقليدي، بل هو رحلة ممتعة في متاهات الذاكرة، وقدرة القلب على الحب رغم كل الظروف.
يحكي الفيلم قصة طارق، الطبيب البيطري الشاب الوسيم، الذي يقع في حب ليلى، الفنانة المفعمة بالحياة. لكن ليلى تعاني من حالة نادرة تفقدها ذاكرتها كل ليلة، لتستيقظ في اليوم التالي دون أن تتذكر أي شيء عن اليوم الذي سبقه، بما في ذلك طارق.
هنا تبدأ المغامرة الحقيقية. بدلًا من اليأس والاستسلام، يقرر طارق أن يكسب قلب ليلى كل يوم من جديد. يلجأ إلى كل الوسائل الممكنة، من اللوحات الإعلانية العملاقة، إلى مقاطع الفيديو المؤثرة، إلى العشاء الرومانسي المتكرر، ليُذكرها بحبه ويعيد إحياء تلك القبلة الأولى التي جمعتهما.
ما يميز "القبلة الأولى" ليس فقط القصة المبتكرة، بل الطريقة التي تم بها سرد هذه القصة. الفيلم يتنقل ببراعة بين المواقف الكوميدية المضحكة، والمشاهد المؤثرة التي تدمع لها العين. نشاهد طارق وهو يتعرض للمواقف المحرجة بسبب نسيان ليلى المتكرر، وفي نفس الوقت، نشاهد إصراره وعزيمته التي لا تلين في سبيل حبه.
الفيلم لا يخلو من لمسة فلسفية عميقة. فهو يطرح أسئلة مهمة حول معنى الذاكرة، وقدرة الحب على تجاوز الحواجز، وأهمية عيش اللحظة الحاضرة. هل الحب يعتمد على الذكريات المشتركة فقط؟ أم أن هناك شيئًا أعمق، شيئًا فطريًا يجذب القلوب إلى بعضها البعض؟
أداء الممثلين كان متميزًا، حيث نجحوا في تجسيد شخصياتهم بكل صدق وإحساس. قدم طارق شخصية الشاب العاشق بكل تفاني وإخلاص، بينما أبدعت ليلى في تجسيد شخصية الفتاة المرحة التي تعيش كل يوم وكأنه اليوم الأخير.
"القبلة الأولى" هو فيلم يحتفي بالحب، والأمل، وقدرة الإنسان على التكيف مع الظروف الصعبة. هو دعوة إلى تقدير اللحظات الجميلة في حياتنا، وإلى عدم الاستسلام أمام التحديات. فيلم يترك أثرًا دائمًا في القلب، ويذكرنا بأن الحب الحقيقي لا يعرف حدودًا، ولا يمحوه النسيان.
باختصار، "القبلة الأولى" هو تحفة سينمائية تستحق المشاهدة، فيلم يزرع البسمة على الشفاه، ويوقظ المشاعر في القلب، ويذكرنا بقوة الحب الخالدة.