فيلم دليحة

فيلم دليحة
## دليحة: نفحة كوميدية عفوية في سماء السينما المصرية

فيلم "دليحة" ليس مجرد فيلم كوميدي مصري آخر؛ إنه نافذة تطل على بساطة الريف وهمومه، مع لمسة فكاهية تلامس القلب قبل أن تثير الضحك. الفيلم، الذي صدر مؤخرًا، أثار ضجة في أوساط محبي السينما الكوميدية، وأعاد إلى الأذهان أفلام الزمن الجميل التي تعتمد على الموقف الكوميدي العفوي والشخصيات المحببة، بدلاً من الاعتماد على الإفيهات المصطنعة.

تدور أحداث الفيلم في قرية مصرية، حيث تعيش دليحة، الشخصية المحورية التي تجسدها ببراعة ممثلة صاعدة، لم نعرفها من قبل. دليحة ليست مجرد فتاة ريفية بسيطة، بل هي قنبلة موقوتة من العفوية والذكاء الفطري. تحلم دليحة بحياة أفضل، وتتوق للخروج من روتين القرية الممل، لكنها تصطدم بواقع اجتماعي يفرض عليها قيودًا.

الجميل في الفيلم أنه لا يسخر من الريف أو أهله، بل يحتفي ببساطتهم وطيبتهم. يقدم الفيلم صورة واقعية للحياة الريفية، مع إبراز التحديات التي يواجهها أهلها، مثل الفقر والجهل، ولكن دون الوقوع في فخ الميلودراما. بل على العكس، يحول الفيلم هذه التحديات إلى مواقف كوميدية، تثير الضحك وفي الوقت نفسه تدعو إلى التفكير.

أداء الممثلين كان من أبرز نقاط القوة في الفيلم. كل شخصية، حتى تلك الثانوية، كانت مرسومة بعناية ومؤدّاة بإتقان. لقد نجح المخرج في استخراج أفضل ما لدى الممثلين، وخلق بينهم تفاعلاً طبيعيًا، جعل المشاهد يشعر وكأنه يشاهد حلقة من الحياة الواقعية.

لا يخلو الفيلم من بعض النقاط التي يمكن اعتبارها عادية. فبعض الحبكات الفرعية لم تكن بنفس قوة الحبكة الرئيسية، وبعض المشاهد بدت مبالغًا فيها قليلاً. لكن هذه النقاط لا تنتقص من القيمة الإجمالية للفيلم، ولا تفسد متعة المشاهدة.

"دليحة" فيلم يستحق المشاهدة. إنه فيلم يجعلك تضحك من قلبك، وفي الوقت نفسه يجعلك تفكر في قضايا مجتمعك. إنه فيلم يعيد الأمل في السينما الكوميدية المصرية، ويؤكد أن الكوميديا الحقيقية لا تحتاج إلى بهرجة أو تكلف، بل تحتاج إلى فكرة جيدة وشخصيات محببة وأداء متميز.

**نصيحة أخيرة:** إذا كنت تبحث عن فيلم يجعلك تبتسم وينسيك همومك ولو لساعتين، فـ"دليحة" هو خيارك الأمثل. جهّز نفسك لجرعة مكثفة من الضحك والعفوية، ولا تنسَ أن تأخذ معك بعض المناديل، فقد تدمع عيناك من شدة الضحك!
فيلم دليحة