فيلم شيء مفيد

## "شيء مفيد": فيلم مصري يعيد تعريف السينما الواقعية بسحرٍ خاص في خضمّ زخم الإنتاجات السينمائية التي تغزو شاشاتنا، يأتي فيلم "شيء مفيد" للمخرج أمير رمسيس كهديةٍ ثمينة للمشاهد الذوّاق الباحث عن الأصالة والعمق. الفيلم، الذي عُرض مؤخرًا في مهرجانات دولية ولاقى استحسانًا كبيرًا، ليس مجرد عمل سينمائي عابر، بل هو تجربة غنية، تتجاوز حدود الترفيه لتدعونا إلى التأمل في معنى الوجود، وقيمة العلاقات الإنسانية، وبساطة الحياة. "شيء مفيد" لا يتباهى بتقنيات مبهرة أو مؤثرات بصرية خارقة، بل يرتكز على قوة السيناريو المحكم، والأداء التمثيلي الصادق، والواقعية التي تنبض في كل تفصيلة. تدور أحداث الفيلم في إطار أسري بسيط، حيث نتابع يوميات مجموعة من الشخصيات المتشابكة، كل منها يحمل همومه وأحلامه، ويكافح في سبيل تحقيق "شيء مفيد" في حياته. الفيلم لا يقدم إجابات جاهزة أو حلولًا سحرية، بل يترك المشاهد يتفاعل مع الأحداث، ويستخلص العبر بنفسه. إنه يطرح أسئلة عميقة حول طبيعة السعادة، ومفهوم النجاح، وقدرة الإنسان على التغلب على الصعاب. ويفعل ذلك بأسلوب سلس، يخلو من التعقيد أو المبالغة، ما يجعله قريباً من القلب، ومؤثراً في الوجدان. ما يميز "شيء مفيد" أيضًا هو قدرته على استكشاف جوانب مختلفة من المجتمع المصري، دون الوقوع في فخ النمطية أو التسطيح. إنه يرصد تفاصيل الحياة اليومية، بكل ما فيها من أفراح وأتراح، نجاحات وإخفاقات، آمال وخيبات. إنه يجسد روح المجتمع المصري، بتنوعه وغناه وتناقضاته. الأداء التمثيلي في الفيلم يستحق الثناء والتقدير. فالممثلون، سواء كانوا وجوهًا معروفة أو أسماء جديدة، قدموا أداءً مقنعًا وطبيعيًا، ما زاد من مصداقية الفيلم وتأثيره. لقد نجحوا في تجسيد شخصيات الفيلم بكل أبعادها الإنسانية، وجعلونا نتعاطف معهم، ونشعر بمعاناتهم، ونفرح لانتصاراتهم. "شيء مفيد" ليس فيلمًا تجاريًا يسعى إلى تحقيق إيرادات ضخمة، بل هو عمل فني يحمل رسالة إنسانية نبيلة. إنه دعوة إلى التفكير والتأمل، وإلى تقدير قيمة الحياة، وإلى البحث عن "شيء مفيد" في كل ما نفعله. إنه تذكير بأن السعادة لا تكمن في الماديات أو النجاحات الظاهرية، بل في العلاقات الإنسانية الصادقة، وفي القدرة على العطاء والمساهمة في جعل العالم مكانًا أفضل. في الختام، "شيء مفيد" هو فيلم مصري يستحق المشاهدة والتقدير. إنه عمل سينمائي يترك بصمة في الذاكرة، ويدفعنا إلى التفكير في معنى الحياة، وإلى البحث عن "شيء مفيد" في كل لحظة نعيشها. إنه إضافة قيمة للسينما المصرية، ودليل على أن الإبداع الحقيقي يكمن في البساطة والصدق والعمق.