## لضرة الحلقة 1: بداية عاصفة أم مجرد هدوء ما قبلها؟
أطلت علينا الحلقة الأولى من مسلسل "لضرة" لتلقي بظلالها على الشاشة الرمضانية، تاركة المشاهدين في حالة من الترقب والتحفز. فهل كانت بداية موفقة لعمل يعد بالكثير؟ أم مجرد تمهيد باهت لقصة لم تتضح معالمها بعد؟
الحلقة الأولى ركزت بشكل أساسي على تقديم الشخصيات الرئيسية وإرساء دعائم الصراع المحتمل. تعرفنا على "ليلى" الزوجة الأولى المتفانية، و"سارة" الزوجة الثانية الطموحة، و"خالد" الزوج الذي يرزح تحت وطأة مسؤوليات الزواج المتعدد. لا يمكن إنكار أن الأداء التمثيلي كان نقطة قوة الحلقة، حيث تمكن الممثلون من تجسيد شخصياتهم ببراعة، وإظهار التناقضات الداخلية التي تعتمل في نفوسهم.
لكن، ورغم الأداء المتقن، شعرتُ أن الإيقاع كان بطيئاً بعض الشيء. الحوارات، وإن كانت مكتوبة بعناية، بدت في بعض الأحيان مبالغة في الوصف والتوضيح، مما أضعف من تأثيرها العفوي. كان بالإمكان تكثيف الأحداث، وترك مساحة أكبر للمشاهد لكي يستنتج ويتفاعل بنفسه مع القصة.
ما يثير الاهتمام في "لضرة" هو طرحه لموضوع الزواج المتعدد من زاوية مختلفة. لا يقتصر الأمر على إبراز المشاكل التقليدية من غيرة وتنافس، بل يتطرق إلى الجوانب النفسية والاجتماعية التي تؤثر على جميع الأطراف المعنية. نرى "ليلى" وهي تكافح للحفاظ على مكانتها ودورها في العائلة، و"سارة" وهي تحاول إثبات نفسها وإيجاد موطئ قدم في عالم جديد عليها، و"خالد" وهو يحاول تحقيق التوازن بين واجباته تجاه زوجتيه وأبنائه.
يبقى السؤال: هل ستتمكن "لضرة" من تجاوز النمطية وتقديم معالجة عميقة ومختلفة لهذا الموضوع الحساس؟ هل ستنجح في رسم صورة واقعية للمرأة في مجتمع متعدد الزوجات، أم ستكتفي بتكرار الصور النمطية السائدة؟
الحلقة الأولى تركتني متشوقاً لمعرفة المزيد. أعتقد أن "لضرة" يحمل في طياته إمكانات كبيرة، ولكن النجاح سيعتمد على قدرة المسلسل على تطوير الشخصيات، وتعميق الصراعات، وتقديم رؤية جديدة ومثيرة للاهتمام. علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت الحلقة الأولى مجرد هدوء ما قبل العاصفة، أم بداية لعاصفة حقيقية ستشعل الشاشة الرمضانية.