## "يا غايب" فضل شاكر: عودة مُشتهاة تُثير الحنين وتُجدد الجدل في الحلقة الأولى
مع كل نوتة موسيقية تتردد في فضاء الحلقة الأولى من مسلسل "يا غايب" المقتبس من حياة الفنان فضل شاكر، يشتعل من جديد لهيب الحنين والجدل في آن واحد. العمل، الذي طال انتظاره، لم يبدأ ببساطة كعمل درامي عادي، بل كإعلان عن ولادة جديدة لشخصية فنية غابت عن الساحة لفترة طويلة، تاركة خلفها فراغًا لا يملؤه إلا صوته.
الحلقة الأولى، بمثابة فاتحة شهية دسمة، لم تقدم سيرة ذاتية كاملة ومفصلة، بل اقتصرت على رسم ملامح أولية للشخصية المحورية، الشاب الموهوب ذي الصوت العذب الذي يشق طريقه بصعوبة في عالم مليء بالتحديات. رأينا الشغف يتأجج في عينيه، والإصرار يترسخ في خطواته، حتى وهو يواجه العراقيل تلو الأخرى.
الذكاء يكمن في أن الحلقة لم تغرق في تفاصيل الخلافات السياسية التي طغت على حياة فضل شاكر، بل ركزت على الجانب الإنساني والفني. نرى الفنان قبل أن يصبح "الظاهرة"، الشاب الطموح الذي يحلم بأن يصل صوته إلى أبعد مدى. هذا التركيز على الجذور والتطلعات، عوضًا عن التورط في الأحداث اللاحقة، يمنح المشاهد فرصة لتكوين رأي موضوعي، بعيدًا عن الأحكام المسبقة.
الأداء التمثيلي، بشكل عام، كان مقنعًا. الممثل الذي يجسد شخصية فضل شاكر في شبابه نجح في نقل تلك الشرارة الأولى من الموهبة والجاذبية التي ميزت الفنان في بداياته. ولكن، يبقى السؤال: هل سيستطيع الممثل الحفاظ على هذا المستوى من الأداء مع تطور الأحداث وتصاعد حدة الدراما؟
الموسيقى، بطبيعة الحال، هي المحور الأساسي. اختيار الأغاني ودمجها في سياق الأحداث كان موفقًا، حيث لعبت دورًا هامًا في إضفاء جو من الحنين والاشتياق إلى صوت فضل شاكر. ولكن، هل ستقتصر الموسيقى على الأغاني القديمة، أم أننا سنشهد إعادة توزيع أو تقديم أعمال جديدة؟ هذا ما ستكشف عنه الحلقات القادمة.
"يا غايب" في حلقته الأولى لم يقدم إجابات شافية، بل أثار المزيد من التساؤلات. هل سينجح العمل في تبرئة ساحة فضل شاكر؟ هل سيغير الصورة النمطية المرسومة في أذهان الكثيرين؟ أم أنه سيقتصر على تقديم قصة فنان موهوب ضاع في زحمة الأحداث؟
بغض النظر عن الإجابات، يبقى الأكيد أن "يا غايب" عمل درامي استثنائي، يلامس أوتار القلوب ويثير العقول. إنه أكثر من مجرد مسلسل، إنه قضية فنية وإنسانية جديرة بالمتابعة والنقاش. الحلقة الأولى كانت بمثابة دعوة للانصات والتمعن، دعوة لا يمكن تجاهلها.
